كشفت دراسة أُجريت في أستراليا أن الأشخاص الذين يعتمدون نظاما غذائيا عالي الدهون يجدون صعوبة بالتخلص من الوزن الزائد أكثر من غيرهم. استنتاج يبدو طبيعي للوهلة الأولى، لكن ليس بسبب ارتفاع معدل الدهون في الجسم، بل لأن الأعصاب التي ترسل إشارات للدماغ بامتلاء المعدة معرضة للتلف بشكل نهائي.
فقد أُجريت الدراسة في جامعة أديلايد تحت إشراف طالب يعد رسالة دكتوراة هو ستيفن كينيتش، وتناولت تأثير النظام الغذائي الملئ بالدهون والإشارات التي تُرسل بما يفيد بأن الأمعاء ممتلئة.
كما خلصت الدراسة إلى أن المعدة تتعرض للتلف لدى البدناء بحيث لا يمكن إعادتها إلى وضعها الطبيعي بعد التخلص من الوزن الزائد مباشرة، وإلى أن أعصاب المعدة المسؤولة عن إرسال إشارات بالشبع للدماغ تصبح غير فعالة نتيجة اتباع نظام غذائي عالي الدهون لفترات طويلة.
من جانبها تؤكد الأخصائية أماندا بيج من قسم أبحاث الأعصاب المختبري في الجامعة أن 5% فقط من البدناء الذين نجحوا بالتخلص من الوزن الزائد تمكنوا من الحفاظ على الوزن الجديد، مشيرة إلى أن الأمر استغرق أكثر من عامين من اتباع نظام غذائي محدد.
وفي إطار هذه الدراسة خضعت فئران تم توزيعها على مجموعتين، بحيث تتناول الأولى في نظامها الغذائي نسبة منخفضة من الدهون لا تتجاوز 7%، بينما تحصل فئران المجموعة الثانية على 60% من الدهون.
بعد مرور 3 أشهر بدأت الفئران السمينة تحصل على نظام غذائي طبيعي، لكن ذلك لم يحل دون تناولها المزيد من الطعام، بحيث تتناسب مع نظام الغذاء عالي الدهون، علما أنها بدأت تفقد من وزنها في بادئ الأمر.
إلى ذلك يؤكد العلماء المشرفون على الدراسة أن التخلص من الوزن الزائد يستوجب وقتا طويلا شريطة تغيير النظام الغذائي. هذا وسوف تشمل الدراسات المزمع القيام بها في الجامعة ما إذا كان بالإمكان استعادة قدرة أعصاب المعدة على ممارسة مهامها الطبيعية.
سيريان تلغراف