وحد أئمة مسلمون وقساوسة مسيحيون جهودهم في بريطانيا بهدف جمع تبرعات مالية لصالح مستشفى يوركشاير، وذلك من خلال مبارة كرة قدم جمعت بينهما.
من جانبهم صرح رجال الدين الذين شاركوا في هذه المباراة الودية بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى بأن دورهم في المجتمع فعال ولا يقتصر على توجيه العظات فحسب، بل يشمل كذلك المشاركة العملية في القضايا التي تعني المجتمع، خاصة بعد إعلان إدارة المستشفى عن الحاجة إلى دعم مادي لمواصلة علاج كافة المرضى في المنطقة التي يسكنها مسلمون ومسيحيون.
استقطبت المباراة الاستثنائية اهتمام الكثيرين من أبناء المنطقة الذين توافدوا لمتابعتها، فلم يخيب رجال الدين أملهم بالحصول على المتعة، إذ سجل الأئمة هدفا استبسلوا في الدفاع عنه لينتهي اللقاء بـ 1:0.
بالطبع لم يكن الهدف بروعة أهداف ليونيل ميسي أو زلاتان ابراهيموفتش، لكنه أثار الحماس لدى الجمهور في الساحة الذي جاء بكل تأكيد لتشجيع كلا الفريقين.
وبإحراز المسلمين هدفا في فريق المسيحيين إنما حقق الجانبان الهدف الأهم، وهو إظهار روح التآخي التي يمكن أن تجمع بين مكونات المجتمع الواحد المختلفة العقائد، طالما توفرت النوايا الصادقة لذلك، وهو ما شدد عليه القائمون على الفعالية والمشاركون فيها، إذ اكدوا أن الفائز الحقيقي هو مستشفى يوركشاير ونزلاؤها من المرضى، فيما أضاف أحد المهتمين بأن الجميع حقق الفوز.
يُشار إلى أن هذه ليست المباراة الأولى التي تجمع بين رجال الدين الإسلامي والمسيحي في بريطانيا، فقد سبق وأن نظمت حكومة البلاد في أغسطس/آب 2009 مباراة بين الجانبين قاد فريق التحكيم فيها حاخام يهودي، وذلك في إطار برنامجها لمكافحة التفرقة على أسس دينية أو عرقية. وهذه المباراة التي نظمتها وتكفلت بنفقاتها الحكومة البريطانية جرت في الاراضي الالمانية.
الجدير بالذكر أن منظمي هذه المباراة نجحوا بتجاوز عقبات واجهتهم، مثل رفض المسلمين اللعب في يوم الجمعة، ورفض الحاخام المشاركة في يوم السبت، فأقيمت المباراة في يوم الأحد بعد أن أعلن القساوسة عدم اعتراضهم على الأمر. وانتهت هذه المواجهة الودية بفوز الأئمة بالضربات الترجيحية. هذا وشارك في صفوف فريق المسلمين أتراك يقيمون في برلين.
تزامنت المباراة في ألمانيا مع مباراة أخرى ممثالة أقيمت في بريطانيا، أبدى فيها الأئمة أداء جيدا وتفوقا ملحوظا على القساوسة مما سبب شيئا من الإحراج لهم، فتنازل الأئمة بعدد من لاعبيهم في الاحتياط للعب ضمن الفريق الخصم على سبيل الإعارة على غرار ما تفعله الأندية الكبيرة، في إشارة إلى حسن النوايا من جانبهم. لكن هذه الإعارة لم تحسن من أداء فريق القساوسة، وإن كبحت جماح الأئمة إلى حد ما، لتنتهي المباراة بفوز المسلمين بـ 6 أهداف مقابل لا شئ.
سيريان تلغراف