قال الرسام البريطاني جوناثان يو إن رسم صورة الناشطة الباكستانية ملالا البالغة من العمر 16 عاما يعد شرفا كبيرا، واصفا إياها بأنها واحدة من أهم الشخصيات في العصر الحديث، وذلك على خلفية الإعلان عن عرض مجموعة من لوحات الفنان لم يسبق عرضها بمتحف في العاصمة البريطانية لندن، من بينها لوحة تظهر فيها الفتاة ملالا بحجم أكبر من حجمها الطبيعي وهي تقوم بواجباتها المدرسية.
إلى ذلك أعرب الفنان البريطاني عن سعادته بالتواصل مع ملالا وأهلها، مشيرا إلى أن ذلك “يمثل امتيازا في هذه اللحظة المحورية من حياتها”. هذا وتبدو بطلة اللوحة بملامح تعكس قوة شخصيتها من جهة، والحكمة التي تتمتع بها من جهة اخرى، على الرغم من صغر سنها، من وجهة نظر يو.
تطرق جوناثان إلى أول لقاء جمعه بملالا وعائلتها حيث جرى هذا اللقاء في ابريل/نيسان الماضي، وذلك تزامنا مع الفترة التي بدأت فيها ملالا الدراسة في مدينة برمينغهام البريطانية، حيث كانت تتعافى بعد أن خضعت لعملية جراحية بسبب إصابتها بجروح من جراء محاولة الاغتيال.
يُذكر أن الفتاة الصغيرة الناشطة واسمها ملالا يوسف زي تحولت إلى واحدة من أهم الشخصيات في باكستان بعد تعرضها لمحاولة اغتيال في أكتوبر/تشرين الأول 2012 على يد عناصر من حركة طالبان باكستان، وذلك بعد أن تحدت هذه الفتاة الحظر على التعليم الذي كانت تعمل الحركة لفرضه على الإناث، مما أدى إلى إصابتها بجروح في الرأس والكتف كادت أن تكون مميتة.
تفاعلت جهات أهلية ورسمية مع الحدث الخطير الذي تعرضت له ملالا، وتكفلت دولة الإمارات العربية المتحدة بعلاجها فتم نقلها إلى لندن حيث أُجريت لها عمليات جراحية ناجحة، لتزور بعدها هذا البلد العربي لتعرب لقادته عن امتنانها لما قدموه لها من مساعدة لانقاذ حياتها، ومن ثم توجهت إلى الديار المقدسة لأداء العمرة.
هذا وسوف تُباع لوحة “ملالا” في مزاد خيري على أن يتم تخصيص ريعها لدعم حق الفتيات بالتحصيل العلمي في مختلف أرجاء العالم، كما يُشار إلى أن الناشطة الباكستانية ملالا وقعت عقدا بقيمة 3 ملايين دولار لنشر قصتها.
سيريان تلغراف