افادت الصحف السورية الصادرة يوم الاحد 1 ابريل/نيسان بأن سورية ستبدأ بسحب الآليات العسكرية من المدن التي تعتبرها آمنة، لكنها ليست بصدد المخاطرة بحياة أي من مواطنيها في المدن التي لا تزال تعاني من وجود إرهابي مسلح، نافية دخول الجيش الى منطقتي الحميدية والخالدية في محافظة حمص خلافا لما تتناقله بعض وسائل الاعلام.
ونقلت صحيفة “الوطن” السورية الخاصة عن مصادر مطلعة لم تسمها تأكيدها “ان الجيش السوري ينفذ مهمة حماية المواطنين على كامل التراب السوري وفور انتهاء مهمته فإن الجيش سيعود حتما الى ثكناته”.
فيما نقلت صحيفة “البعث” عن سكان في حمص نفيهم دخول الجيش الى الحميدية والخالدية وتنفيذه اي عمليات عسكرية، موضحة ان الجيش يفرض حصارا، لكنه لم يدخل إليهما.
وقالت الصحيفة ان “اغلبية سكان الحميدية غادروها، في حين تم تفخيخ الأبنية وتفجير عدد منها لمنع أي دخول لآليات الجيش، وسط معلومات عن تواجد مئات المسلحين المحصنين داخل الحميدية وعدد كبير آخر في الخالدية”.
واشارت الى ان “المسلحين يحتمون داخل الكنائس الموجودة في الحي القديم، حيث دمروا اجزاء منها، وانه منذ أسبوعين سلم عدد منهم نفسه للجيش بعد فرض حصار على المنطقة، في حين لا يزال عدد آخر متحصنا في الداخل، مؤكدة ان الجيش نفذ عملية تفتيش ومداهمة في منطقة الوعر تكللت بالنجاح وتميزت بتعاون أهالي المنطقة”.
من جانبها ذكرت صحيفة “الثورة” ان الجهات المختصة “طهرت بلدة قلعة المضيق في محافظة حماة من سطوة المسلحين الذين استحكموا فيها خلال الأيام الماضية”، مشيرة الى ان وحدات الجيش وحفظ النظام والأمن انهت عملياتها النوعية في بلدات وقرى جرجناز وتلمنس والغدفة ومعصران ومعرشمشة الواقعة في الريف الشرقي لمنطقة معرة النعمان بمحافظة إدلب”.
بدورها قالت صحيفة “تشرين” ان الجهات المختصة القت السبت القبض على عدد من “المسلحين” المطلوبين بجرائم مختلفة في الغوطة الشرقية بريف دمشق وذلك بالتعاون مع الأهالي، مشيرة الى أنه تم ضبط كمية من الألغام والعبوات الناسفة بحوزتهم.
وكان الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي قد صرح خلال لقاء له مع التلفزيون السوري الجمعة الماضية بأنه “بعد توفير الأمن والأمان لن يكون هناك من داعٍ لوجود آليات عسكرية في المدن، والجيش ليس فرحا بالتواجد في الأماكن السكنية، وسيغادر ما إن يتم إحلال الأمن والسلم دون اتفاقات”.
ولفت مقدسي الى ان “وجود العنصر المسلح المضاد لشرعية الدولة في الأزمة السورية بات أمرا موثقا قانونيا ودوليا ومعترفا به وفق تقرير بعثة المراقبين العرب وهو الذي يعطل الحل السياسي وإكمال مسيرة الإصلاح والانفتاح”.
واضاف: ان “تحقيق سحب المظهر المسلح يتم عندما يتاح لأي منطقة العودة إلى الحياة الطبيعية وعندما يستطيع المواطنون إرسال أولادهم للمدارس واستعادة حياتهم الطبيعية، وليس من أجل أن يؤخذ المواطنون رهائن وتفجر مراكز الطاقة ويقتل الناس في الشارع ويزداد التسليح، ونحن ندرك أنه عندما تم ذلك فعليا من قبل أصبح هناك تسليح أكبر وظهرت محاولات للسيطرة على أحياء بالكامل وأخذها رهينة ضد الدولة”.
واعلن مقدسي ان “معركة إسقاط الدولة في سورية انتهت بلا رجعة”، منوها بأن “سورية تخوض معركة دبلوماسية مع عالم غربي معاد لها، لكن من مصلحتها إنجاح مهمة مبعوث الأمم المتحدة كوفي عنان دبلوماسيا من باب سحب الذرائع وتعزيز مواقف حلفائها الدوليين”.